سير الصالحين:
زينب بنت على.. صاحبة المواقف
نادية
كيلاني
هى زينب
بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشية.
حفيدة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من جهة ابنته فاطمة رضي الله عنها، والمشهور أنها
وُلدت بعد فترة وجيزة من وفاة زينب بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) في أول سنة 8هـ
كما في السيرة النبوية لابن كثير؛ فسميت زينب باسم خالتها (رضي الله عنها.)
ولزينب
أخت من أبيها تحمل نفس اسمها وهى زينب الصغرى تزوجها محمد بن عقيل بن أبي طالب.
أخرج البغوي الكبير في الجعديات عن عبد الرحمن بن مهران:
(أن عبد الله بن جعفر جمع بين زينب بنت علي، وامرأة علي ليلى بنت
مسعود التميمية) وهذا فيه جواز الجمع بين المرأة وامرأة أبيها بعد طلاقه أو وفاته
عنها.
ولدت
زينب لعبد الله كلاً من: (جعفر) الأكبر، و(عون) الأكبر، و(العباس) و(علي). )وأم
كلثوم) كما في سير أعلام النبلاء،.
استشهاد علي:
أخرج
الآجري في الشريعة عن حنظلة بن نعيم قال: لما ضرب ابن ملجم - لعنة الله عليه - عليا
رضي الله عنه قال علي:
(احبسوه فإنما هو جرح، فإن برأت امتثلت [أي: اقتصصت] أو عفوت، وإن
هلكت قتلتموه) فعجل عليه عبدالله بن جعفر، زوج زينب بنت علي، فقطع يديه.. فجاءت
زينب تبكي وتقول: (يا خبيث، والله ما ضِرْتَ أميرَ المؤمنين) فقال علي( ما تبكين
يا زينب والله ما خانني سيفي، وما ضعفت يدي
.
استشهاد الحسين:
عن زينب بنت علي رضي الله عنهما أنها لمارأت الذين استدعوا الحسين
رضي الله عنه ليبايعوه بزعمهم فغدروا به وقتلوه من أهل الكوفة، ورأت الجمع
الذي استقبلها بالبكاء والعويل والنواح قالت تؤنبهم
يا أهل الكوفة ياأهل الختر والخذل، أتبكون وتنتحبون؟! أي والله
فابكوا كثيراواضحكوا قليلا، فقد ذهبتم بعارها.
وينقل عباس القمي إنها قالت: صه ! يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم
وتبكينانساؤكم
زينب في الشام:
ورد في
تاريخ الطبري وابن عساكر أن زينب ومن معها لما رحلوا بعد استشهاد الحسين ومن معه -رضي
الله عنهم - إلى يزيد بن معاوية خليفة المسلمين آنذاك - قال رجل من الشام ليزيد:
) يا أمير المؤمنين هب لي هذه !) يعني فاطمة بنت علي التي تصف ذلك
الموقف قائلة : وكانت أختي زينب أكبر مني وأعقل وكانت تعلم أن ذلك لا يكون فقالت
له: كذبتَ واللهِ ولؤمتَ، ما ذلك لك ولا له)
ولما
كرر الشامي قوله: نهره وأمر بتجهيزهم بما يصلحهم وبعث معهم رجلا من أهل الشام
أمينا صالحا.
ويروى
أن يزيداً قال لعلي بن حسين رحمه الله: (( إن أحببت أن تقيم عندنا، فنصل رحمك،
فعلت، وإن أحببت،وصلتك، ورددتك إلى بلدك)) قال: ((بل تردني إلى المدينة)) فرده ووصله.
زينب في ثلاثة أضرحة!!:
يحق لنا
أن نتساءل: هل رأت زينب بنت علي رضي الله عنهما هذه الأضرحة والمراقد؟ وهل زارتها
وهل طافت بها؟ وهل ازدحمت فيها مع المزدحمين سنوياً؟ بل هل فعل ذلك أهل بيتها
وأولهم زوجها عبد الله بن جعفر) رضي الله عنهما) أوهل فعل ذلك واحد من أبنائها
وأحفادها؟ إذن ما حقيقة هذه الأضرحة وما صلتها بزينب رضي الله عنها؟
لقد
نُسب إلى زينب رضي الله عنها ثلاثة أضرحة كل منها في بلد غير الأخرى،واحد في دمشق
، وثانٍ في القاهرة، وثالثٌ في سنجار (شمال العراق) وكل من هذه الأضرحة مفتقر
تماماً إلى ما يُثبت صحته؛ وذلك أن القائلين بدفنها في أحد تلك الأماكن عاجزون
تماماً عن الإتيان بإسناد صحيح ، بل حتى إنهم –جميعاً- لم يُسندوها إلى مؤرخ
متقدم ولا إلى راوٍ من الرواة الذين تتبعوا أحداث تلك الفترة، ولابأس في أن نتطرق
إلى أشهر ضريحين بشكل موجز في النقطة الآتية.
هل ضريح السيدة زينب في دمشق؟
وقد
سُمي بالحرم الزينبي - وقيل : إن سبب هجرتها إلى الشام مع زوجها هو تلك المجاعة
التي اجتاحت المدينة عام 64هـ تقريباً فهاجرت وماتت هناك، وهذا باطل بلا شك؛ فإن
مجاعة بهذا الشكل يبلغ مداها أن تُخرج شخصاً يعد من أغنياء الناس وأوسعهم ثروة
كعبد الله بن جعفر ومع ذلك فلا يُنقل حولها أي شيء فيكتب المؤرخين المعتبرة، مما
يدل على أنها لم تقع إلا في أذهان البعض فقط.
هل ضريح السيدة زينب في القاهرة ؟
يذكر
أحمد زكي باشا أن هذا الضريح لم يكن له وجود ولا ذكر في عصور التاريخ الإسلامي إلى
ما قبل فترة حكم محمد علي باشا بسنوات معدودة، وقد نقل كلامه أحد الشيوخ الأزهريين
وهو الشيخ سميرشاهين في كتابه "الوثنية في ثوبها الجديد"، ونقل عنه قوله :
(إن الذي يشهد به العارفون بالحق الصريح هو: أن السيدة زينب لم تشرف
أرض مصر بوطء قدمها المباركة مطلقًا والحق الذي ليس بعده إلا الضلال أنها قضت
حياتها بالحجاز إلى أن انتقلت إلى جوار ربها بالمدينة المنورة، فكان دفنها
بالبقيع، هذا هو الصواب وما عداه إفك وبهتان
.(
ويقول
علي مبارك في الخطط التوفيقية :
لم أرَ في كتب التاريخ أن السيدة زينب بنت علي ـرضي الله عنهماـ جاءت
إلى مصر في الحياة أو بعد الممات .
ويقول مفتي الديارالمصرية في وقته الشيخ محمد بخيت المطيعي:
جزم كلٌ
من ابن الأثير، والطبري بأن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما وأخت الحسين رضي
الله عنه قد عادت مع نساء وأخوات الحسين بعد مقتله إلى المدينة..وعليه: فلا مدفن
لها في مصر.
زينب والتصرف بالأكوان:
ينسب البعض إلى زينب رضي الله عنها ما يُسمى بالولاية التكوينية التي
تعني القدرة على التصرف بالكون وخضوع جميع ذراته لسيطرة أصحاب تلك الولاية
التكوينية وأما الصوفية فليسوا عن هذا المعتقد ببعيد، حيث يرون أنها رئيسة ديوان
يجتمع فيه الأولياء لتصريف أمور الكون.
.....................
ـ المشهد 26-2-2012 | 10:47:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق