الأحد، 18 نوفمبر 2012

سير الصالحين: ميمونة بنت الحارث.. آخر زوجات الرسول نادية كيلاني


سير الصالحين: ميمونة بنت الحارث.. آخر زوجات الرسول
نادية كيلاني
تعد ميمونة بنت الحارث، آخر زوجة للنبي - صلى الله عليه وسلم- وكانت رضي الله عنها من سادات النساء، مثلاً عاليًا للصلاح ورسوخ الإيمان.

نسبها
أبوها: الحارث بن حزن بن بجير بن.
أمها: هند بنت عوف بن زهير بن حمير بن سبأ بن يشجب بن بن يعرب بن قحطان. الذي يوصف بأنه أكرم عجوز في الأرض أصهارًا.

وهند بنت عوف هى أكرم عجوز على الأرض أصهارًا فهى أم كل من:
أم المؤمنين زينب، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عام 3هـ ماتت عنده
أم المؤمنين ميمونة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عام 7هـ
أم الفضل لبابة الكبرى، تزوجها العباس بن عبد المطلب زمن البعثة،
لبابة الصغرى ، تزوجها الوليد بن المغيرة المخزومي في الجاهلية، وولدت له: خالد بن الوليد.
أسماء ، تزوجت من جعفر بن أبي طالب قبل الإسلام ثم تزوجها أبي يكر الصديق عام 8هـ ثم تزوجها علي بن أبي طالب عام 13هـ
أروى ، تزوجها حمزة بن عبد المطلب قبل الإسلام.

نساء فضليات
ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(أخوات مؤمنات: ميمونة بنت الحارث، وأم الفضل بنت الحارث، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس) رواه النسائي في سننه الكبرى.
وكان اسمها في السابق بَرَّة، فغيّره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ميمونة، شأنها في ذلك شأن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، والتي كان اسمها " برّة"  فغيّره عليه الصلاة والسلام إلى جويرية .


عمرة القضاء

في أول ذي القعدة من السنة السابعة خرج الرسول(صلى الله عليه وسلم) لعمرة القضاء، وكان عدد المسلمين يزيد على الألفين.. وكانت هذه العمرة بدل العمرة التي خرج الرسول لتأديتها وأبت مكة إلا أن يعود في العام الذي يليه بمقتضى صلح الحديبية، ودخل المسلمون مكة وهم يظهرون قوتهم للمشركين، وقد هال سكان مكة أن يروا المسلمين بكل هذه القوة وهم يهللون ويكبرون عند دخولهم بيت الله الحرام.. حتى أن كثيرا منهم غادرها حتى لا يروا المسلمين يعودون إلي أم القرى رغما عن أنوفهم ويطوفون بالبيت العتيق،وبعد أن أتم الرسول مناسك العمرة.. ظل إلي جوار الكعبة حتى صلاة الظهر.. وهناك أمر بلال أن يقوم بالآذان من فوق الكعبة.. وقد اغتاظ المشركون لما رأوا من قوة المسلمين وبأسهم .. فهؤلاء الذي خرجوا مهاجرين من سنوات يعودون إليها اليوم بعد أن حققوا العديد من الانتصارات على مشركي مكة.. وعلى اليهود.. وأصبحوا أصحاب قوة ونفوذ.. فقد بدل الله خوفهم أمنا، وضعفهم قوة.. وهاهم اليوم يعودون إلي البلد الذي طردهم لا يخافون أحدا.. ولا يهابون أحدا إلا الله سبحانه وتعالى، وكان للمسلمين الحق في الإقامة في مكة 3 أيام على حسب اتفاق صلح الحديبية،وفي هذه الأثناء خطب النبي ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكان قد مات عنها زوجها.
بين مكة والمدينة
وبعد أن أنهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرته أراد أن يعمل وليمة عرسه في مكّة، وإنما أراد تأليف قريشٍ بذلك، لعل قلوبهم تلين، ويبتعدوا عن صلفهم وعدائهم للنبي والإسلام بلا مبرر، فأبوا عليه، وبعثوا إليه حويطب بن عبد العزى بعد مضي 4 أيام يقول له:
 "إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا"  فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا رافع فنادى بالرحيل.
 وعند "سرف" -وهو موضع قرب التنعيم يبعد عن مكة عشرة أميال- لحقت به زوجته ميمونة حيث بنى بها الرسول. وكان عمرها عندئذٍ 26سنة، وعمره   -صلى الله عليه وسلم- 59سنة، وقد أولم عليها بأكثر من شاة، وأصدقها أربعمائة درهم، وقيل بخمسمائة درهم.
وذلك في ذي القعدة سنة 7 هـ، بعد أن حل من عمرة القضاء، على الصحيح. فابن عباس (رضي الله عنه) يرى أنه تزوّجها وهو محرم،
بينما تروي لنا ميمونة نفسها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوجها بعد أن حل -كما روى ذلك الإمام مسلم-  وقد رجّح العلماء روايتها لعدّة اعتبارات.

 زواجها من النبي
يقول الرواة أن ميمونة هي التي رغبت في الزواج من آخر رسل الله وأنها أسرت إلي أختها أم الفضل بذلك..
 وأخبرت أم الفضل زوجها العباس الذي نقل رغبة (ميمونة) إلي ابن أخيه، فما كان من الرسول إلا أن بعث بجعفر ليخطبها.
ويقال أيضا أنها عندما علمت أن رسول الله وافق على رغبتها أنها ركبت راحلتها وتوجهت حيث يوجد الرسول (صلى الله عليه وسلم (وقالت له:
"البعير وما عليه لله ورسوله.
لقد كانت صادقة مع نفسها .. صادقة مع مشاعرها.. لم تبال بما يقول المنافقون.
وقد نزل قوله تعالى:
}يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك التي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالتك التي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفوراً رحيماً{   (الأحزاب:50)
رواية الحديث
 وقد روت عددًا من الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  كان منها صفة غسله عليه الصلاة والسلام .
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يبيت عندها أحياناً في بيت رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  فيكسب علمًا، وأدبًا، وخلقًا، ويبثّه بين المسلمين، من ذلك قوله: (بتُّ ليلةً عند ميمونة بنت الحارث خالتي، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندها في ليلتها، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل، فقمت عن يساره، فأخذ بشعري، فجعلني عن يمينه، فكنت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم احتبي حتى إني لأسمع نفَسه راقدًا، فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين) رواه البخاري ومسلم

وفاتها
 قدّر الله أن تكون وفاتها في الموضع الذي بنى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند زواجه منها، بعد عودتها من الحج، بسرف ودفنت حيث أوصت في موضع قبتها هناك سنة 51 للهجرة، وكان عمرها إذ ذاك80 سنة، صلى عليها ابن أختها عبد الله بن العباس، رضي الله عنهما، ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهادي -وهم بنو أخواتها- وعبيد الله الخولاني - وكان يتيماً في حجرها-  فرضي الله عنهم أجمعين.
تقول عنها عائشة: (ذهبت والله ميمونة.. أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم).
ولا يزال موضع قبرها معروفا ويقع على طريق المدينة المنورة / مكة المكرمة قبل الوصول إلى مسجد التنعيم بعشرة كيلومترات، داخل سور على يمين القادم إلى مكة المكرمة.
...........................
المشهد 1514-8-2012 | 12:52رابط :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق